الخميس، 3 ديسمبر 2015

لا تغتر

تقول أ/نوف الحزامي:
"‎امرأة مسنة رأيتها في الحج أخبرتني بقصة أثرت بي كثيرا..
‎قالت أنها أرملة وكان لديها ابن صالح -والله حسيبه- حافظ للقران بار بها كان يقوم الليل منذ صغره..
‎وكانت ترى لقريباتها أبناء ليسوا بمستوى ابنها فكانت تلومهم على تقصيرهم وتهاونهم مع أبنائهم.. وتنظر لهم نظرة استنقاص في سرها.. رغم أنهم لم يكونوا سيئين.. لكن كانت في نفسها تقارنهم بابنها..
‎تقول.. كنت أفتخر في نفسي أني ربيته هكذا ووالده متوفى منذ صغره.. وأقول كيف.. هؤلاء معهم أزواجهم ولم يستطيعوا تربية أبناءهم هكذا..
‎تقول.. وفجأة.. انتكس ابني الشاب.. دون مقدمات..
‎لم يترك الصلاة في المسجد فقط.. بل تركها نهائيا..
‎وأصبح يرافق صحبة سيئة.. ثم اكتشفت أنه أدمن نوعا من الحبوب..
‎تقول بقيت 3سنوات أنصحه وأوجهه وأدخل أخواله لنصحه دون جدوى..
‎وعرفت لأول مرة ما كانت تلك الأمهات يعنينه حين كن يقسمن لي أنهن حاولن ويحاولن دون جدوى مع أبنائهن -رغم أنهم لم يصلوا لما وصل له ابني من انحرافه..
‎لقد وصلت به الحال أني كنت ادخل غرفته فأجمع الحبوب والصور الخليعة من أدراجه وأتخلص منها.. فيغضب ويصرخ ويدفعني حتى يكاد يضربني بل فعل مرة..
‎تقول..
‎انكسرت نفسي وأصبحت أخجل من رؤية من كنت أنتقص أبناءهن بنظراتي وبيني وبين نفسي.. سمعة ابني السيئة وصلت للجميع للأسف..
‎وعلمت أن الله يعلمني ويؤدبني..
‎والله ما انفككت عن الدعاء له.. ثلاث سنوات وأنا أدعو وأبكككي.. وأبكي بحرقة..
‎لكن لكأن الله أراد أن يربيني.. وفعل.. سبحانه..
‎لما انكسر ما كان في نفسي تماما.. من عجب بتربية ابني.. ومن لوم للأخريات لتقصيرهن.. لما انكسر كل ذلك ولم يبق في قلبي منه شيء..
‎لما علمت أني لا شيء..
‎إنما هي كانت رحمة الله وارادته هي سبب صلاح ابني.. وإنما كنت مجرد سبب..
‎فلما أمسك الله رحمته عنه.. ضل وفسد..
‎لما وصلت لهذه المرحلة من التعلق التام برحمة الله.. والتخلص من كل تعلق بنفسي وبتربيتي.. وكنت أدعو في مصلاي ذات ليلة وأبكي..
‎دخل علي في غرفتي.. وكانت الساعة الثالثة ليلا.. وعيناه حمراوان من السهر ورائحته تفوح بالدخان.. فقبل رأسي وقال ارض عني يا أمي..
‎ثم حضنني وبكى..
‎خنقتها دموعها ولم تكمل..
‎قلت لها وماذا حصل ياخالة؟
‎قالت الحمدلله..
‎انظري إلي.. هو الذي أحضرني الآن للحج يا ابنتي.. رحمني ربي ولطف بي وبه بعدما علمني الدرس

الأحد، 29 نوفمبر 2015

تهيئة اولادنا لمرحلة البلوغ

عندما كتبت أمس بوست عن كيفية تهيئة بناتنا لمرحلة البلوغ وشرحها لهم بطريقة مبسطة ..كتبت في نهايته أن عندى تجربه مشابهه مع إبني لمن يرغب في معرفتها ..وظننت أنني المتهورة الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة ... باعتبار أن حديث الأم مع ابنتها يختلف تمام الإختلاف عن حديثها مع ابنها ..فهو على اعتاب الشباب ومهما كان فالأمر أكيد محرج للأم وكذلك للشاب .. إلا أنني وجدت أن المتهورات كُثر ^___^ وطالبن جميعهن بهذه التجربة  وكيف تجاوزنا هذه المرحلة بهدوء واستقرار بفضل الله عزوجل ..

لا أخفيكن سرا أنني وإن كنت توترت بعض الشيء وأنا مقدمه على الحديث مع إبنتي إلا أنني مع ابني لم يكن توترا ..بل كان صراعا داخليا  أخذت ما يقرب من سنة كاملة وأنا أفكر في هذا الأمر ..وماذا سأفعل ..وكيف أوصل له المعلومة الصحيحة وبدون أخطاء شرعية وبدون خجل ...
قبل أن اتخذ هذا القرار ذهبت لزوجي العزيز وسألته متى ستكلم ابننا عن هذا الأمر ...(لأني عندي قناعة أن الأب هو الأفضل في هذا الحديث إذا كانت العلاقة بينه وبين ابنه طيبة ..فالإبن سيتقبل منه الحديث باعتباره رجل مثله وكذلك لن يشعر بالخجل الذي يشعر به مع أمه )...إلا أنني صدمت عندما نظر لي بإستنكار ثم ضحك وقال: لن أفعل بالطبع .. وعندما سألته وكيف سيعرف هذه الأمور من نفسه ؟؟..فقال : لا تقلقي ..كلنا مررنا بهذه المرحلة ولم يحدث شيء ..

لم أقتنع نهائيا بهذا الكلام ..خاصة أن جيل اليوم يختلف تماما عن الأجيال السابقة ..فلم يكن هناك هذا الإنتفتاح وهذه الجرأة بين الشباب ..طبعا بخلاف توفر المعلومات على صفحات الإنترنت الصحيحة منها والخاطئة .. وممكن جدا وبسبب الفضول والتغيرات التي تحدث له أن يسأل اصدقائه أو يبحث في الإنترنت وقد يدخل وقتها في متاهات لا آخر لها ..هذا بخلاف إنني كنت أحمل هم إن يحصل البلوغ ( الإحتلام ) ويتفاجئ به وهو لا يدري ما هذا !!

المهم بعد استبعاد زوجي ..بدأت في البحث عن بدائل ... وكان البديل الوحيد والمتاح هو والدي ( الجد ) ولكن عندما قلبتها في رأسي وجدت أنها لن تكون مجديه ..ففارق السن واختلاف الأجيال ستكون عائق كبير بينهما ... ومن هنا كان القرار الرهيب ^____^ سأقوم أنا بهذا الدور ..

لم أكن أبالغ عندما ذكرت أنني ظللت تقريبا سنة وأنا أفكر في هذا الأمر ..لم أتخيل أنني قد أكون في هذا الموقف .. فالأمر محرج جدا ..كيف سأخبره وكيف سأختار الألفاظ  وهل سأستطيع الرد على اسئلته أم لا .. حتى وجدت ابني تجاوز الثالثة عشر .. وبدأت ألاحظ عليه بعض الأمور التي لم يلاحظها أحد غيري باعتبار أن هذا الأمر كان يشغلني جدا ... وفي يوم من الأيام  قررت وعزمت واستخرت وذهبت لزوجي اعلمه بقراري ..فابتسم ابتسامه متشفيه وقال " ورينا شطارتك " ^___^
ذهبت لإبني وأخبرته أننا على موعد اليوم بعد صلاة المغرب في غرفته ..لأنني أريد التحدث معه في أمر ما ..وطول اليوم وأنا أفرفر في صفحات النت وعالم البلوغ للشاب وطبعا كنت ابحث في المواقع الموثوقة شرعيا وطبيا .
صليت المغرب ودعوت الله بأن يسددني ويلهمني الصواب في الحديث معه ... أخذت نفس عميق ..واستعنت بالله ثم دخلت غرفته وأغلقنا الباب
بدأتها بأسئلة عاديه عن احواله وكيف دراسته وبعض الأمور العامة ..ثم ابتسمت وقلت له أكيد إنت حابب تعرف إنا عايزه اتكلم معاك في إيه ؟
فابتسم وسكت ينتظر مني الكلام : )
قلتله " اللهم بارك انت الآن تجاوزت 13 سنة وقريبا تدخل 14 ..والفترة دي فترة مهمة جدا في حياتك ..وبيحصل فيها تغيرات كتير .. وأكيد إنت عندك خلفية عن الموضوع ده من كتب الفقه والدراسة بتاعتك ..لقيته بيقولي ببعض الخجل " أيوه يا أمي خلاص أنا فهمت حضرتك "
قلتله : طيب كويس بس أنا حابه نتكلم أكتر مع بعض .. ( طبعا كلامي كان بطريقة هادئة جدا ولم أظهر خجلي نهائيا مع أنني كنت أشعر بالتوتر وبعض الخجل بالفعل ويمكن هو ده إللي خلاه يهدى هو كمان ويأخذ الأمر بشكل علمي بدون قلق )...
قلتله إن المرحلة إللي بتمر بيها إسمها مرحلة البلوغ .. مرحلة مهمة جدا في حياتك ..هاتبتدى تنتقل فيها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة ..وطبعا هايحصلك تغيرات كتير جدا سواء في جسمك أو في نفسيتك أو حتى في تفكيرك .. وممكن تستيقظ صباحا وتجد بعض الماء أو البلل موجود في ملابسك ..فلا تقلق عندها لأن هذا أمر عادي ويحدث خلال هذه الفترة وما يليها ....وقتها وجدته نظر لي وحسيت إن فيه سؤال في عينه فسألته : هل ده حصل ليك قبل كده ؟؟؟
لقيته بيقولي أيوه حصل ...
خلوني أعرفكم مشاعري في اللحظة دي ..لولا إني كنت أمامه وعاهدت نفسي على التعقل والهدوء  لكنت بكيت ..بكل صراحة حسيت إني أم فاشلة .. إني إزاي اسيب ابني يمر بالمرحلة دي لوحده بدون ما يكون عنده خلفيه صحيحه عنها ..ازاي احساسه ومشاعره والتوتر والقلق إللي حس بيه ..ندمت إني أخذت وقت طويل حتى قررت الحديث معه ..ولكن قلت وقتها قدر الله وما شاء فعل .. وعشان كده نصيحه لكل أخت عندها ابن في المرحلة دي ..ماتتأخريش كتير وبلاش تردد .
المهم ...استأنفت الحديث معه .. وكأن شيئا لم يكن وهو لم يشعر بأي تغير في ملامحي ..
سألته كم مرة حدث ؟؟ فأخبرني مرتين ..فقلت له وماذا فعلت " قال لم أفعل شيء ..
قلتله " شوف حبيبي .. زي ما قلتلك معنى إن ده حصل يبقى إنت كده بلغت ..وإللي حصل ليك ده إسمه احتلام .. ولازم تفهم إن ده أمر طبيعي جدا ..كل شاب في سنك بيمر بيه .. يعني ماتقلقش أو تتوتر أو حتى تحس بالخجل منه .. لأنه دليل إنك أصبحت راجل اللهم بارك ..وهاتلاقي الموضوع ده ممكن يتكرر ..بس ساعتها لازم تفهم إن في أمور بتترتب عليه .. يعني ماينفعش يحصلك كده وتصلي عادي أو تروح المسجد عادي ..لا .. الإحتلام لابد له من غسل .. وسألته ..إنت كنت تعرف كده ؟؟ قالي لا ..فحمدت الله عزوجل في سري إني أخذت هذه الخطوة وإلا ظل ابني عمرا لا أعلمه لا تصح صلاته ولا صيامه ..

تابعت حديثي معه ..وقلت له ..خلاص يبقى إنت تعرف إن لو حصل ليك كده تاني يبقى لازم تغتسل ( اذكري له كيفية الغسل الشرعي ) ..حتى لو الفجر ..لا تخجل من إنك تغتسل قبل الذهاب للمسجد ...وأنا متفهمه لهذا الأمر .. لأنك لو لم تفعل لا تصح صلاتك وتأثم ..

النقطة الثانية إللي حابه اكلمك فيها هي التغيرات إللي بتحصل في جسمك ..هاتلاحظ تغيرات ممكن ماتعجبكش ..يعني مثلا إيدك وقدمك هاتحس إنهم غير متناسقين مع باقي جسمك ..لقيته انفتح ^__^ زي ما يكون ما صدق حد يريحه ..شاور على إيدك وقدمه وقال " شوفي يا أمي ..ورفع بنطلونه شويه وأشار على الشعر الغزير في ساقه ويده وقال " شايفه ؟؟ أنا مش عارف ده بيحصل ليه ؟؟ والحبوب في وشيء بتزيد؟؟؟
ابتسمت وقلت له ..عادي خالص ..كل ده عادي جدا ..وكل الشباب بيمروا بيه ..هاتحس إن أنفك كبيرة ومش متناسقة مع باقي ملامحك ..هاتحس إن صوتك اتغير وأصبح مختلف وإنت هاتتضايق منه ..هاتلاقي الشعر بدأ يظهر في مناطق تانية زي تحت الإبط والشارب و اللحية أو عند أعضاءك من أسفل .. كل ده عادي فترة ستأخذ سنوات قليلة وستنتهي ..لأنها مرحلة انتقالية فطبيعي جدا يكون في تغيرات ...حتى البنات بتحصلهم التغيرات دي بس بطريقة تانية ..وكل راجل قدامك دلوقتي مر بكل ده ... مع الوقت كل ده هايضبط وهاتلاقي بقى في تناسق بين أطرافك ..وملامح وجهك.. وصوتك نبرته هاتتحسن ...

وعشان ماتقلقش أو تخاف ..هاتلاقي العضو بتاعك كمان ممكن ينتصب بدون سبب  ..سألني طيب أعمل إيه ..أنا بضايق جدا من كده ؟؟ قلتله ماتتضايقش .. ده أمر طبيعي وكل إللي في سنك بيحصلهم مش إنت بس ..وهو بياخد وقت بسيط وبيرجع لطبيعته ..بس أنا حابه انبهك على حاجه مهمة .. التغيرات إللي بتحصل ليك دي مش تغيرات في الجسم بس ..لا دي في مشاعرك كمان ..يعني إنت هاتلاقي نفسك بدأت تهتم وتميل لجنس البنات ( قلتها بإبتسامة ) دي فطرة ربنا فطرها فينا كلنا .. الشاب بيميل للبنت والبنت بتميل للولد .. بس لان ديننا جميل ومش فوضى ربنا وضع حدود لينا عشان الحياة تستقيم ..
الإنتصاب ممكن جدا يحصل لأنك شفت منظر مثير مثلا أو فكرت تفكير معين .. التصرف الصحيح هنا إنك تعمل كما أمرك الله عزوجل " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " لأن كثرة النظر لن تزيدك إلا إثارة ..وساعتها إنت إللي هاتتعب لأن مافيش مخرج للإثارة دي إلا لو كنت متزوج ..وبما إن حضرتك لسه غير متزوج ( وابتسمت له ) يبقى لازم تصبر وتعف نفسك وتغض بصرك حتى يرزقك الله عزوجل بالزوجة الصالحة ..وعلى قدر عفتك ستكون زوجتك .. فإذا عففت عن بنات الناس سيرزقك الله عزوجل بزوجة لم ينظر إليها غيرك ولم تعرف شابا سواك .. فالله عزوجل لا يضيع أجر من أحسن عملا ..

ثم قلت له بعض الشباب لما بيثاروا من منظر أو تفكير بيحاولا يتخلصوا من الإثارة دي بإيدهم ودي بطريقة غلط .. وحرام ..لأن ربنا سبحانه وتعالى قال " فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " فالمسلم يحفظ فرجه إلا عن زوجته ..يعني حتى إيده المكان ده مفروض ما يلمسه إلا فقط للإستنجاء أو الغسل
( من أكثر الأمور التي كنت أخشاها العادة السرية ولذلك أحبت أن أمر عليها مرورا سريعا بحيث أنبهه وابين حرمتها وفي نفس الوقت لا ألفت إنتباهه إليها بشكل كبير )
بالإضافة إلى إن الأمر ده مؤذي جسديا ..يعني ضار جدا على أي شاب وبيأثر تأثير سلبي جدا على علاقته بزوجته بعد الزواج .. وبيندم بعد فوات الآوان .

ثم تابعت الحديث : ولازم تاخد بالك إن الشباب في السن ده بيحبوا يتكلموا في المواضيع دي ...وبيدوا معلومات لبعض ومعظم المعلومات دي بتكون غلط وممكن جدا كمان تكون خطر ..فماتحاولش إنك تسمع منهم أو تسألهم ... وأي سؤال أو استفسار أنا موجودة .. مافيش خجل بينا ..لأن دي كلها معلومات من حقك إنك تعرفها وتفهمها ..
كمان في شباب على سبيل التفاخر وحب الإستطلاع ممكن جدا يظهروا عوراتهم لبعض ..فانتبه على هذا الأمر جيدا .. واحفظ عورتك كما قال الله عزوجل في مدح المؤمنين ( والذين هم لفروجهم حافظون )

طبعا كان عنده بعض الأسئلة التي لا أذكرها حاليا وكنت أرد عليها بموضوعية ..فلم أترك له سؤال بدون رد ..

في نهاية حديثي معه قلت له ..نقطة أخيرة ومهمة حابه أوضحها ليك .. معنى البلوع إنك أصبحت مكلف .. فكل كلمة وكل همسة وكل نظرة أنت محاسب عليها أمام رب العالمين ..كل تقصير منك في أمر من أوامر الله ستسأل عنه .. كل تعديك على حد من حدود الله ستأثم به ... فانتبه لنفسك وحافظ على صحيفتك بيضاء نقية ..وإذا أخطأت ( وكلنا بشر ونخطئ ) فسارع بالإستغفار والله عزوجل يغفر لمن يستغفر ..
ثم سألته ..هل هناك شيء آخر تحب الحديث أو السؤال عنه ؟؟ فأجابني بلا ..فقلت له لا تتردد في اللجوء إلي إذا صادفتك مشكلة أو تحيرت في سؤال ..فتأكد أنه لا مخلوق في هذا العالم يحبك مثلى أو يخاف عليك مثلى أو يريد مصلحتك مثلي ..ثم قبلته وأنا مبتسمة ..وقلت له بمشاكسة " إلى اللقاء في جلسة أخرى متى تحب : )

انتهت الجلسة على خير .. وخرجت وأنا مرتاحة ..سعيدة .. وكأن جبلا قد انزاح عن صدري ..وحمدت الله عزوجل أن يسر لي وأعانني على الإنتهاء منها .

أهم شيء في هذه الجلسة
* استعيني بالله عزوجل واسأليه السداد في قولك وحديثك معه
* تسلحي بالمعلومات الصحيحة واقرأي عن كل التغيرات التي تحدث للشاب في هذه الفترة لتكوني على وعي بها وتشرحينها له .
* تزودي بالأحاديث والآيات القرآنية التي تعينك في توصيل المعلومة له .
* إياك وإظهار شعورك بالخجل أو التردد ... تكلمي بهدوء وجدية ..وانظري لعينه بثقة ..ثقتك وهدوءك سينتقل تلقائيا له وسيجعله أكثر راحة في الحديث معك .
* بعض المداعبات والمشاكسات مطلوبة في الجلسة حتى تهون عليك وعليه

ملحوظة مهمة ..هذه الجلسة لم تكن الأولى أو الأخيرة معه ..فكما ذكرت قبلا أنه أسلوب حياتنا .. فحتى تصلي لهذه المرحلة في الحديث مع ابنك لابد وأن يسبقها خطوات منك ..وجلسات  .. وحوارات ..ومناقشات .. حتى إذا جاء وقت الجد استمع لك كعادته ولا ينفر منك أو من حديثك .

أعتذر جدا عن طول الحديث ..ولكن أحببت أن افيدكن وألبي رغبات من طلبن هذه التجربة : )
وأي سؤال أو استفسار أنا تحت أمركن .

* إذا وجدت البوست مفيد ليك الأفضل إنك تحفظيه عندك حتى ترجعي له وقت الحاجه .. لأن أوقات كتير بنحتاج هذه المعلومات ونظل نبحث عنها ولا نجدها

بوست تهيئة الفتاة
https://www.facebook.com/groups/Almasriat.in.jeddah/permalink/1075404522504363/

#تهيئة_أولادنا_لمرحلة_البلوغ

الأحد، 22 نوفمبر 2015

التشهير

#ماهو_التشهير
التشهير  هو الإعلان والتوضيح وعدم الستر

#هل_يمكن_أن_يقع_فيه_المربي

يقول عبد الوهاب المسيري :أن الإنسان قد يرفض نموذجًا ما بشكل واعٍ ولكنه يستبطنه ويعيد صياغته بشكل لا واع

بناء عليه قد يقع فيه المربي قاصدا أو بغير قصد

#بعض_صور_التشهير_من_واقعنا

📍المربي الذي لا يكترث لحفظ ماء وجه صغاره فتراه يأتي على سلبيات أبنائه على الملأ يشكو هذا.. وربما يهجو هذا نوع من التشهير
📍المربي الذي يلتقط صورا لزلات فلذة كبده ويشاركه في وسائل التواصل الإجتماعي نوع من التشهير

📍المزاح الثقيل مع الطفل ، وجعل أضحوكة
للمجلس

📍المربي الذي يصرخ على صغاره في مكان عام ، وكأنه له قد ملَك .صورة أخرى من صورة التشهير

#يخرج طفلك  شيئا من أسرارك، فتصاب بالدهشة ، فتشتاط غضبا ، وتذهب بك الحيرة كل مذهب
لماذا ؟ وكيف؟ ... ابحث عن إجابته  في قرارة نفسك

#فطرة الانسان السوية تأبى عليه أن يُهان ، فلا تأخذها بسوء
فقد قال صلى الله عليه وسلم
من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة

#حينما تستنهض فطرة طفلك فترفع مكانته بسترك له  وتعزّ جانبه  تبذر فيه قيمة الستر الجميل وتنمي فيه جانب الخصوصية

#طفلك سيعاملك ويعامل الآخرين كما تعامله، فازرع فيه الاحترام نفسه الذي تعامل به الآخرين

#لا تؤدب طفلك أمام الآخرين ، فإن لذلك أثار سلبية وقد ينتج عنه ردود عكسية
منها استمراء الخطأ، والمجاهرة بالذنب وغيره من الآثار السلبية
#إذا أخطأ طفلك أعطه قبل تأديبه الأمان، فما أسوء مشاعر الخوف !
أمنه على نفسه
أمنه على  شعوره
ولا تتركه خائفا يترقب
فإن كان على ملأ  وإن كانوا إخوته انظِره وأخّره حتى يكون بمفرده ولاتنس ذلك

أطفالك صورة عنك ، ابق على بهائها ورونقها

قناة قُرة🌴التربوية على التيلجرام :
http://telegram.me/qurraedu

قُرّة : غرْسٌ حسن ، وقُرة عين 🌴

🌴
على الانستقرام🌴
http://instagram.com/qurraedu

سطوة الذكرى

✨✨✨✨✨
طويله لكن لاتفوتكم روعتها

💥جزء من مقال :

"سطوة الذكرى"

(حول تحفيظ الأبناء القرآن في الصغر)

علي الفيفي

🍃

" ..... وبين يدي حديثي عن " سطوة الذكرى " سأضع أسئلة مهمّة سيتبيّن من خلالها ما أرمي إليه :

_لماذا يحبّ بعضنا عطراً ما مع أنّه ليس بجميل في ذاته ؟
_لماذا تجد الشيخ الكبير يتلذذ بسماع القرآن الكريم من قارئ ميّت ذي صوت أقلّ في إمكانيّاته من القارئ الشاب المتقن ؟
_لماذا نكره في صغرنا بعض الأكلات الشعبية ثم نحبّها في الكبر ؟
_لماذا نحب الآن أصوات القراء الذين كنّا نسمعهم في صباحات المدارس ، مع أننا سمعناهم في أماكن تعتبر غير جيّدة لدى غالبية الأطفال ؟
_لماذا يستعيب البعض من لهجاتهم الخاصّة ثم تراه إذا كبر بات ينسج في كلامه شيئا من مفردات لهجته التي لم يكن يحبّذ النطق بها قديماً ؟
_لماذا لا يكون للقبيلة والقرية والموطن الأصلي أي إحساس حب لدى كثير من الشباب فإذا ما كبروا وصاروا إلى الكهولة أقرب استيقظت في نفوسهم مشاعر الحب والحنين ؟
_لماذا تعشق آذاننا أصوات الماضي ؟ سواء كان أذان شيبان الحيّ ؟ أو قراءة إمام قديم ؟ أو ترنيمة غائرة في الزمن ؟
_بل وحتى الطراز القديم في البناء ، وبعض قطع الأثاث ، وأشياء من المقتنيات تجد أن القديم منها بات ذا نكهة خاصة وإحساس فريد ؟
لماذا تحدث كل هذه الأمور ؟ والتي تتناقض فيها مشاعرنا البكر مع مشاعرنا الحديثة ؟ وتختلف فيها أحاسيسنا فتنتقل من خانة السلب إلى الإيجاب والإعجاب ؟

كل ما سبق يمكن الإجابة عنه بـ "سطوة الذكرى" 💭✨🍂..

إن في عقولنا خانةً تحتفظ بالأشياء ، فإذا ما تطاول الزمن على هذه الأشياء أخرجتها مضرّجة بالحنين .. فصارت أفئدتنا تعتصر حزناً على فقدها .. وتتوق للحديث عنها واسترجاع خيالاتها ..
هذه الخانة ، بل وهذه الطاقة الشاعريّة خلقها الله في أنفسنا لتشكّل طريق أوبة وعودة للنفوس .. لذلك ترى أن البشريّة بعموم تعود في تصرّفاتها واختياراتها في سنّ الكهولة إلى ما كان عليه آباؤها .. هكذا تجدها كالقاعدة العامّة ..

فهذا الذي كان يتذمّر من طريقة كلام والده ، ما إن يفارق والده الحياة ويصير هو في عمر مقارب لسنّ والده إلا ويحذو طريقة والده التي كان يرفضها .. إنّها سطوة الذكرى ومغناطيس الأشياء القديمة ..

وقد قال أحد الأدباء : إن الإنجليز لا يحبّون شعر شكسبير لأنّه جيّد في ذاته ، بل لأنّ ذاكرتهم تحتفظ به منذ طفولتهم .. ومن المعلوم أن الإنجليز يحفظون مسرحيات شكسبير في مدارسهم حفظاً ..

وأنا أجد البعض يتلذذ ببعض الأبيات السائرة للمتنبي وغيره ، فأفحصها ناقداً فلا أجد فيها تلك الروعة التي تستحق معها ذلك التلذذ ، فلا أجد مسوّغاً لذلك الانبهار إلا كون تلك الأبيات من محفوظات ذلك الشخص ..

🌴 إذا عُلم هذا :

فإن القرآن الكريم إذا حفظ في الصغر ، حتى وإن أُكره الطفل على حفظه ، فسوف يحتفظ به في تلك الخانة المقدّسة من الذاكرة ..
نعم سوف يتسخّط الطفل ويتذمّر من طريقة تحفيظ المدرَسة له .. نعم سوف يتمنّى ألا يحفظ شيئا منه .. هذا كلّه سيحدث ، ومن الطبيعي أن يحدث لدى الأطفال .. ولكنّ التذمر سيتلاشى مع الزمن وتبقى " سطوة الذكرى" تعيد في نفسه وهج ذلك المحفوظ المقدّس ..

إنّك إن حفّظت ابنك القرآن أو أكثره في صغره ، فستكون بذلك قد ضمنت بقاء القرآن في خانة الأشياء العظيمة في نفسه ، حتى وإن نسيه تماماً .. فسيكبر وينضج ويسمع القرآن بكمّ من الحنين والخشوع والذكريات ..
استخدم سطوة الذكرى لتعينك على تربية ابنك في الكبر ..
نحن عادة نحرص على أبنائنا في الصغر .. ثم نعتقد أن العلاقة التربوية قد اضمحلّت في الكبر .. أو أن الحياة والتقاليد وأشياء أخرى تجعلنا نفعل ونعتقد ذلك .. ولكنّك إن غرست في ذاكرته أشياء معيّنة ، ستكون بذلك غرست مجموعة من الشتلات التربوية التي لا تزيدها الأيام إلا تجذرا في العمق وتمددا في السطح ..

اجعل القرآن ضمن ذكريات ابنك الجميلة حتى يكون ضمن موضوعات حنينه في الكبر .. فلعلّ ذلك الحنين يرجعه إلى صفحات القرآن فيعود تالياً .. عاكفاً عليه .. بل قد يحفظه في كبره بسبب عدّة دوافع من ضمنها ذلك الحنين للذكريات ..

استثمروا " سطوة الذكرى" في غرس أشياء جميلة في نفوس أبنائكم تظهر فجأة في المستقبل ..

أسمعوهم القرآن ..
بل وأناشيد الفضيلة ..
واجعلوا ذكرياتهم في مكة والمدينة متميّزة ..
اجعلوا صلة الأرحام من ذكرياتهم ..
اجعلوا طفولتهم تستيقظ على الإحسان للجار ، وقول الحق ، والإثار ..
اغرسوا في ذاكرتهم أشياء كثيرة من الفضيلة والرقي والجمال .. وسيكبرون ، فتظهر هذه الأشياء أكثر فضلا ورقيا وجمالا ..

تذكروا :
ذكريات الماضي كانت عاديّة جداً في لحظة حدوثها .. ولكن لما تطاول عليها الزمن صارت تظهر في مسرح ذكرياتنا وكأنّها قطع مصغّرة من الجنّة .. لها إحساس آخر .. وخلفيات تشبه الآهات الحزينة .. ولون باهت يجعلها أكثر هيبة ..

💢 أخيرا :
يكفي أن يكبر ابنك ذلك الذي أطرته على حفظ القرآن .. يكفي أن يكبر فيمسك المصحف فيتلوه بلا أخطاء .. إن قراءة القرآن نظراً بلا أخطاء يعدّ من أعظم الهدايا التي يهديها الآباء لأبنائهم .. ولا يمكن أن تتم هذه الهدية إلا باهتمامه بالقرآن صغيرا .. "

✨✨✨✨✨